الأربعاء، ٢١ مايو ٢٠٠٨

قراءة في كتاب ( السجينه )

بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب / السجينة
الفئة / رواية
الكاتبة / مليكة أوفقير - ميشيل فيتوس

ترجمة / غادة موسى الحسيني
دار النشر / دار الجديد
عدد الصفحات / 369


كتاب جذبني واقعه الأليم .. صياغته الأدبية مثيرة للغاية ... تحسسك بحجم الذل و المهانة التي عوملوا بها .. صفحاته مترابطة كلما قرأت أحداها جذبتني الأخرى .. أنهيته بأربعة أيام .

يحكي قصته عن طفلة تدعى مليكة أوفقير ( الكاتبة ) متعلقة بأمها ( فاطمة الشنا )،، تكن لها حباً شديداً .. معجبة بها لشدة جمالها ، كانت الأم مبذرة للمال متزوجة من قائد عسكري يدعى محمد أوفقير ، كان لهما ارتباط مع الأمير .. فتتوارد زياراتهم له - واحدة تلو الأخرى - حتى أعجب الملك بمليكة التي لا يتعدى عمرها عن ال5 سنوات ، فتبناها كي تكون أختا ً لابنته (كانت غير راضية..وأخذوها عنوةً عن أوامر والداها..أنه الملك فما باليد حيلة!) ، خطفوها من أحضان حنان أمها .. كان هذا أول سجنا لها .. سجنا معنويا ً.

الأيام الأولى في حياتها بالقصر .. كانت صعبة المراس ، لكن بالرغم من أنها طفلة تأقلمت مع الوضع حتى تسير مجرى حياتهم .


مات الملك فجاء أبنه الذي تولى الحكم .. اهتم بالصغيرتين .. كان لهم مغامرات كثيرة تجولها القصور المملوءة بالخدم و الحواري .. لدرجة نسيان مليكة لوالداها نوعاً ما .

في زمن مراهقتها فرت من القصر ودخلت بيتها .. أنصهرت مع عائلتها مرة أخرى .. سافرت .. سهرت .. مرحت .. تعلمت .. درست ، لكن سرعان مازال هذا النعيم الذي تعيشه .. لأنقلاب عسكري على الأمير أُتهم والدها بالمشاركة فيه .. قاموا بإعدامه رمياً بالرصاص ولم يسمحو لعائلته بالخروج من المنزل شهراَ .. كانت هذه بداية معاناتهم .. باب لدخول الأسى و الحسرة على حالهم ... أفرراد العائلة مشتتين ضائعين لا يعرفون ما هو مصيرهم .

عملوا على أدخالهم السجن .. انصدموا جراء هذا الفعل .. عبد اللطيف أخيها الصغير الذي أذاب قلبي .. عمره سنتين .. لم يرى الحياة بعينها .. ولد في ظلمات الحياة ،، مدفوناً في قاع سطوح الأرض .

جرت حياتهم على بساط الفقر و الرذيلة .. كانت أحوالهم تتهاوى جراء المعاملة الشنيعة التي خاظوها في السجن .. لدرجة حرمانهم رؤيت بعضهم البعض لمدة 5 سنوات .. كلٌ في زنزانته .. تساقطت أعمدة الأمل لديهم مع مرور الوقت .. حاولوا الأنتحار لكن محاولاتهم باتت في الفشل .

كانت مليكة بمثابة الأم الثانية في معاملتها مع أخوتها .. فقط كي تسد ثغرات معاناتهم .. و تخفف من أمل لوعتهم .. كانت كبيرة أخوانها يليها رؤوف .. الذي كان رجل العائلة بعد أبيه الذان يتشابهان تماما ً .. بعد ذلك تأتي مريم .. كانت مريضة بالصرع و بعضا ً من الأمراض العصبية التي جعلتها ملازمة سريرها طوال تلك السنين .. ثم سكينة فعبد اللطيف .. و لا بد من ذكر الخادمتين التين ساعدتا هذه العائلة في محنتهم .

قرروا الفرار مهما بلغت الأخطار .. ترسمت بعض الخطط في أذهانهم .. و بالفعل فقد نجحوا بحفر نفق بسيطة بالية الأستخدام ، كانوا يعيشون بين أنقاض الغبار و الفئران .. يتسابقون على الطعام الفاسد الذي يقدم لهم .. لم يشهدوا أضواء الشمس لسنين معدودة .

بعد هروبه .. أضاء بريق الحياة مرة أخرى ، واجهوا الحياة فحصدوا جميع قواهم من أهل و اصدقاء و إذاعه لمواجهة الأخطلر الخارجية من أحقاد و اتهامات .. و العمل على نشر رسالتهم .. لكن ما الفائدة بعد ضياع 20 سنة من حياتهم تسودها الذل و الإهانة ..

ما أعجبها من رواية !!

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

قرأت الرواية .. و لكن باللغة الإنجليزية ..

بصراحة شي راقي ..


و أجدت الإختيار ..

أنصحك بقراءة السيرة الذاتية لغاندي ..

أستراليا

9ale7 يقول...

الهمني الكتاب .. وأسر اوقاتي ..

شكرا لك