الجمعة، ٢٩ مايو ٢٠٠٩

بتّ أملٌ


بسم الله الرحمن الرحيم


ِلم أرى الشمس قد غابة مستاءة ، ِلم أرى القمر قد خجل من ظهوره ، ها قد بدأت الرياح بإرسال رسائل بكاء و نعي من مختلف البقاع ، و تدعونا لنشترك في مسيرة العزاء ، عزاء شهيد افتقدناه .

ها نحن في صدد لحظاتٍ من زمن تتربص في عيون الحاقدين العدّائين لمذهب أهل بيت النبي الأطهار ، وبينما كنا مندثرين خائضين في صفحات الحياة ، و كأني بالدخان يعترض أنفاسي ، إنما كان دخان شمعة قد انطفأت ، شمعة من شموع أنوار الهادية .. أطفأتها أيدي الظالمين .. نعم إنها شمعة سيدنا محمد رضا الشيرازي - قدس الله سره - فاجتمعنا و انطلقنا في مسيرة جنازته .. لننعاه .

كانت له تلك المكانة الرفيعة التي يحسده السفهاء عليها ، وتلك الأخلاق الكريمة التي أغرست في قلوب أعدائه المحبة فيه ، ( لم يخلق لهذه الدنيا ) حيث لاذت في أحضانه صفات الكرم و الجود ، الحنان و العفة ، الورع و الإيثار .. و غيرها من الصفات التي لم يبخل فيها على الأطفال و الرجال و المسنين كذلك ، كان نوراً ساطعاً يشع في كتلة من الظلمات .. ظلمات هذا العصر ، كان في مقدمة صفوف أسرته الكريمة التي تسعى في نشر العلم و تعليمه و إفشاء سر أهل البيت ، لكن .. العلم بعد مناه يحتضر !

بالرغم من أني لم أوافبه ، إلا أني كنت أصغي لكلماته التي كانت تنسدل للصدور من دون مقدمات ، اهتمامه الشديد ينصب في طبقة الشباب لوعيه الشديد في أهميته هذه الطبقة بالنسبة للمجتمعات ، فاجتهد و غير ، و بات شهيدا و خلد .

وفقه الباري في مسيرته ، فبافتقاده أضحينا مستاءين تائهين بين طيات الجهل و الحسرة ، فبرحيله ترك تلك الثغرة الواسعة في قلوب الجميع من ذويه و محبيه باختلاف الأعمار و الأجناس ، ظل الجميع يتغزل في أوصافه ، فذاك عن طريق شعره و الآخر ينشد بترتيل أسمه و غيره أصبح سعرض حكاية حياته و يرسم تلك الذكريات و كلماته التي يصورها بمخيلته .

لكن .. بماذا يجدي الكلام ؟ فقد بدأت الكلمات تعاتبني ، و تندب ذاك الشهيد .. الحي ، لا يسعني إلا أن أقول .. بت أملٌ .. أمل الصادق .. للإسلام !

هناك تعليقان (٢):

يا قمر التم يقول...

اعاننا الله و اياكم على فقد هذا النور و لكي نهتدي ببقية النور في هذه الظلمات .
و شكرا ,,

9ale7 يقول...

يا قمر التم

شكرا