السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٨

- الحجي سهل -



مصطلح قد يتوارد على آذاننا بعضاً من اللحظات .. لنقف تأملاً في هذه المقولة ونستنبط منها بعضا من الحقائق التي تعايش الأوقات الحالية و الحضارية .


جميع من على وجه الأرض له لسان يتواصل عن طريقه في الوسط المحيط به إلا ما ندر منها في الحالات التي سلب الله - تعالى - من أصحابها هذه القدرة .. قد يكون امتناناً من الباري وهبةً منه سبحانه .. فجميعنا يعلم الصحابة الأخيار الذين وضعوا الصخور في أفواههم .. أسفل ألسنتهم .. ابتعادا ً عن مساوئ الكلام و مخافتاً منه واجتناباً لمضاره .. فلهذا اللسان القدرة على حصد أعداداً هائلة من السيئات و الذنوب .. بأبواب كثيرة وطرقٍ شتى شرعها الله - تعالى - لبني لآدم ، كالغيبة و النميمة و القذف و الشتم ..


وقسماً آخر من الناس له القدرة على الكلام لكنه لا يستخدم هذه القدرة إلا في في إثقال موازينه بالسيئات بطرق شتى - كما ذكرت قبل قليل - ولا يجني أياً من الفوائد المستحسنة منه كذكر الله أو الدعوة لمنهاجه وتقديم الفائدة لمجتمعه .. قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم .


إذن فالكلام هو السلاح الوحيد الذي يتسلح به كل إنسان على وجه الأرض ، و الأداة الوحيدة التي تجعل شخصية الأنسان مؤثرة في الأجواء المحيطة به .. سواء مرموقة و محببة على الصعيد الأيجابي ، أو مكروهة غير مقبولة على الصعيد السلبي ، لا بد من ترويظ هذا السلاح حتى نتملك القدره على استخدامه في حروبنا ضد أعدائنا .. و التفنن في ألفاظه الحسنه و نجعله عنوان الجمال .. كما قال -صلى الله عليه وآله- ( الجمال في اللسان )، و رمزاً لحسن الخلق قال أمير المؤمنين -عليه السلام-:( حسن الخلق خير قرين وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه) .. وقال -عليه السلام-: ( اللسان معيار أطاشه الجهل وأرجحه العقل ).


ومن أكثر الظواهر الحضارة الحالية ( خصوصاً العربية ) هي الكلام دون تطبيق .. تجد من ينتقد - أو يتحلطم - على كل ما تقع عليه عيناه و يبادر في الكلام عنه ، ومثل ما نقول - لمن تصير الصجيه - لا تراه أمامك و يبادر بالهروب و يخلق الأعذار حتى لا يتكفل بالمسؤولية التي لطالما انتقدها ..


وفي أجواء تطور العالم الحديث نجد أن وصول الصوت وتردد صداه في كهوف العوالم ليس من الأمر الصعب .. إستعانة ً ببعض العوامل كالشبكة العنكبوتية و الجرائد و الإذاعات .. مما سهل على الكثير في العمل كداعية في مجالات طلب العلم والدعوة إلى دين الله و منهاج أهل بيته الكرام ، أو في سبيل الضلال و الدعوة إلى الإنحراف .


فلابد من صون هذا اللسان لأنه ملاذ الجميع لخلق المشاكل و الطريقه الوحيده لفض النزاعات ..

هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...

للسان آفات وقد ذكرها أمير النحل (ع)
فقد أوصونا أهل بيت الرسالة على حفظ اللسان وصونه وتربية أبناءنا و أجيالنا على حسن الكلام
لأن للسان عواقب وخيمة ان استخدم في غير مواضعه ، وله عواقب خيرة عند استخدامه في وقته
فلسانك حصانك ، ان صنته صانك

قال بطل خيبر (ع) عود لسانك حسن الكلام تأمن الملام


أستميحك عذرا في اضافة هذه الكلمات البسيطة

ملاحظة : لاحظت تطورك في الكتابة مع مرور الزمن ، فكلما زادت كتاباتك زاد استمتاعي بالقراءة ، قلمك جميل ، واصل وأكثر وفقك ربي

9ale7 يقول...

لا بأس بإضافاتك ..
شكرا لك أخي .

Hassan Abdulhamed يقول...

"حجي حجي حجي" .. كم هم كثيرو اصحاب الثرثرة والكلام الكثير وكم هم قليلون اصحاب التطبيق ..

حقا بعض البشر عندهم الكلام (سواء كان بالكذب او بالغش والخداع او بالخيانه ... او او او ) كشربة ماء .. بدون اي احساس بالمسؤولية تجاهه .

غير معرف يقول...

عاش بوصلوح !
فعلا تطورت .. واصل

بس ما قلت لي شخبار الوحدة ؟

Hussain.Makki يقول...

اللسان من نعم الله تعالى و لطائف صنعه و مننه العظيمة ، فهو صغير و لكن جرمه كبير .

علينا تحمّل مسؤولية ما نقول ، و حقاً صديقي العزيز مستواك في تطوّر ملحوظ جداً ..

9ale7 يقول...

أخي احساس ..
هذا ما يعاني منه العالم الحالي و يُستوجب اتخلص من هذه الفئة من الناس ..


أيها الغير معروف ..
لم تعد الوحده ضمن قواميسي !


Hussain.M
للسان مسؤلية كبيرة .. وهو أكثر من سيشتكي عن الاعمال في يوم الحساب ..


شكرا على المرور ..

اقصوصه يقول...

فعلا

لسانك حصانك

ان صنته صانك

وان خنته خانك

تدوينه رائعه

وطرح مميز:)

غير معرف يقول...

nice article, wallah 3la rassy my brother keep up ;)